فلتدر المفتاح في بوابة السنين ولترحل..
يا سيد احلامي ...
لا تعد أنك عائدٌ...
ولن تفعل ..!
انزع بصماتك من فوق كؤؤسي ..
من فوق خزائن بيتنا الجميل ..
خذ كل ما شئت من رماد فانوسي ..
خذ مراياك الفارغة ..
وحصانك الاصيل !
ولترحل..
خذ طعم قهوتنا المسائيةِ..
من شفاهي ..
والأحمر البرّاق ..
من ليالينا ..
وفاكهة خيبتي وغبائي ..
وارحل ..
خذ قيثارة صوتك معك
وشبح طيفك حول اوراقي وحبري..
وصورتك من محفظة ذاكرتي ..
وفساتينك ..
وهداياك..
وحسابك البنكي ..
وعباءة شكوكك..
خذها ايضاً معك !
وارحل ..
خذ مني لون عيني ..
وفرحة السنة الاخيرة..
خذ قصورك..
وسجنك الكبير ..
ودمع شمس الظهيرة !
خذ رائحتك من فوق جسدي وكفوفي..
وبهجة القلب..
ونبيذ الحب من قطوفي ..
وارحل !
خذ ابتسامات الورد..
من فوق صدري..
واشطب اسمك..
من بحر لفظي ..
لا اريدك فصلاً آخر..
في قصة بؤسي !
واقتل في صمتك..
كل اسماء ابنائنا القادمين..
ولن يأتوا ..
ولا تهدأ قلباً..
على بعدك لن يغفو..
لن يغفو !
خذ ملحك..
وجرحك..
وسيفك..
وظلك..
وبراءة عينيك..
وتعصب قبيلتك..
واتركني لحزني وشجوني..
وودي وظنوني
لا أريد لتاريخنا هذا الشقاء..
لا أريد لوسائدنا هذا البكاء
فأنا كمصباح الطريق..
وحيدٌ ..
إنما لا يكسر مرتين..
ولا يحيا لينير دربك مرتين ..
فارحل ..
ارحل ...